سأهديك صورتي

مازالت أتلحف صورتك منذ شهور مضت،
أرجو منها الدفء، أسأل الصورة أين أنتي، أتحدث إليها دون مجيب، أسمع همسك حبيبي
تعال، أنظر من حولي فلا أجد إلا الخواء، هل يعقل
أنكِ لن تعودي، كنت أقول لكي في كل مرة تتعالى صرخاتنا أني أحبك برغم عنادك، أو لعلني أحب فيك العناد ذاته،
ألم تعاندي أهلك وترتبطي بي وانا رجل متزوج، ألم يرفضك
المجتمع لأنك قبلت بي وأنا بعمر والدك، ألم تضحي من أجلي، بلى سيدتي لقد فعلتي
الكثير من أجلي، تسألين نفسكِ ماذا قدمت لكي، من حقك أن تجيبي والديكِ سيدتي،
هل كان يكفيكِ أنني إنفصلت عن زوجتي لإرضائك، أم كان هجراني لأولادي سبب في سعادتك،
أم أن الراتب الذي لم يعد يكفينا لمنتصف الشهر سبباً في شعورك بالنشوة،
ماذا قدمت لكي أيضاً، لم أعد أتذكر، فصراخك الدائم "طلقني"
جعل الأفق أمامي مظلماً لم أعد قادراً على الرؤية من خلالكِ، وبعد
أن تركتيني، هل أعود لأركع عند أرجل زوجتي وأولادي، هل سيقبلون بي ثانية، حتى لو قبلوا بي هل سيكون لي كرامة
بالعودة لهم، هل تسمحين لي سيدتي
أن أستيقظ من هذا الكابوس المزعج، هذا الكابوس الذي مضى علية أشهر عديدة وأنا أقول أنه أجمل
حلم في حياتي، سأستيقظ وأعود لهم، لكن متى سأقوى على ذلك، لا أعلم، ولن أتمكن من إبلاغك.