عدد الرسائل : 165 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 03/02/2008
موضوع: كان يا مكان الثلاثاء مايو 13, 2008 3:56 am
كان يا مكان .. كان فيه شاب ملتزم .. يحكى أنه في زمان قريب ..كان فيه شاب ملتزم إسمه : فلان ! يبدأ يوم بصلاة الفجر مع الجماعة ، وقد أرهف السمع لآيات الحكيم العليم رق قلبه لآيات ربه ونزلت الآيات على محل قابل وسمع شهيد فلما سلم من الصلاة .. وكأنه فارق الحياة .. فقد انتهى لقاء مولاه ظل يمني نفسه بأنه عما قريب تشرق الشمس ويمر وقت الكراهة فيدخل على من لاقرار لنفسه .. ولا راحة لقلبه إلا بذكره ............ سبحانه يبدأ رحلته اليومية مع الأذكار .. هذه رحلته في الغداة .. وله أخرى في العشي رحلة ( أولي الألباب ) يتفكر في خلق السماوات والأرض .. ويذكر الله .. ويدعوه خوفا وطمعا فيجد من الفتوحات الربانية .. ما الله به عليم كأن الجنة والنار رأي عين يشهد قلبه معاني وآثار صفات من له الأسماء الحسنى والصفات العلا .. سبحان الله وبحمده .... مائة مرة لا إله إلا الله وحده لاشريك الله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .... مائة مرة سيد الإستغفار ،، رضيت بالله ربا ..... إلخ يخرج مع إخوانه يمشون في الطريق وقد بدأت نسمات البكور تداعبهم .. قلوبهم مطمئنة ، وقد ذابت عنها كل شحوم الغفلة يتجاذبون أطراف الحديث وكأن كل واحد منهم ينتقي أطيب الثمار .. ليقدمها لأخيه أعذب الكلمات .. وأصدق الوداد كل منهم خافض جناحه للآخر .. فإن أحدا منهم لا يريد مجد نفسه وإنما الجميع يريد مجد الله ولا يبتغي أحد منهم مدحا ... بل الكل يردد : الحمد لله يشحذ هذا همة هذا للعمل الدعوي يصبر هذا أخاه على إبتلائه يدعون للمسلمين في أنحاء الأرض بقلوب مهتمة مغتمة ... واثقة في نصر الله يرجع صاحبنا فلان إلى البيت يغلق بابه فهذا وقته الذهبي للطلب فبركة هذه الأمة جعلت في بكورها وهو يحتسب في طلبه هذا أن يرفع الجهل عن نفسه وأن يدعو إلى الله على بصيرة وأن يذب به عن المؤمنين ويقوم به لله سبحانه .. لا يخشى فيه لومة لائم ..... لا تذهبوا بعيدا .. فتظنوا أنه يطلب العلم ليستطيل به على العالمين .... فذاك عصر لم يأتِ بعد !!!!! ..... إصبروا هو في عمله شعلة في الدعوة إلى الله الكل يحبه ... لأنه رقيقا لطيفا .. هاشا باشا لأنه فعلا يشفق على المسلمين ، ويرجو لهم الهداية والصلاح .. لا يسكت على منكر ، ولكنه ينكره بحكمة وفطنة فتخرج الثمرات مباركة طيبة هو في عمله تقيا نقيا لأنه قد ألقى الدنيا وراء ظهره لأنه يطلب الحلال .. ويعلم يقينا أن البركة فيه غاضا لطرفه .. حافظا لجوارحه عن كل ما يسخط ربه هو في بيته صبورا ! يصبر على أهله ودودا معطاءا إذا بدر منه خطأ- وكل ابن آدم خطاء - لا يستنكف عن الإعتذار إذا رأى نقصا .. أو وجد خللا ، غض الطرف ما لم تنتهك محارم الله أتدرون من العاقل ؟؟ الفطن المتغافل هو في بيته صاحب القلب الكبير يستمع إلى مشكلات أخته وأخيه ، وأمه وأبيه ، وزوجه وولده ويسعى في حلها .. يذكرهم بالله يدعوهم إليه .. مسابقات وكلمات وموائد قرآنية واصلا لرحمه .. مكرما لجيرانه داعيا إلى ربه حسبما تيسر له متواصلا مع المشايخ والدعاة وقته وقف لله إذا أخذ قسطا من النوم قام يتأهب .. يتطهر ويتعطر .. هذا السواك .. وهذا المصحف يدخل مدرسة رهبان الليل التي خرجت على مر العصور : فرسان النهار يناجي ربه .. ويتلو كتابه و.... تضيق العبارة عن وصف حاله هكذا كان .. صاحبنا فلان والزمان غير الزمان أما الآن فقد باتت هذه اليوميات .. ذكريات لأنه ! قد دخل عصر الإنترنت صلاة الفجر .. كم ينام عنها ؟؟ لماذا ؟ إنه عصر الإنترنت .. كان يجاهد في سبيل الله ! بالرد على أبي فلان .. وأم علان أذكار الصباح والمساء كل عام وأنتم بخير!!! يعني .. خلاص .. لم يعد لها نصيب ؟؟ المائة اصبحت عشرة والثلاث تقال مرة ولربما قالها وهو بين المواقع والصفحات يتفكر في عجائب الماسينجر والتشات ! .. أنسيتم هذا عصر جديد ....... عصر الإنترنت إخوانه قلاهم .. وأهله جفاهم تنادي أمه عليه ... أي فلان تعالى ! فيردد المسكين : ( ربِ أمي والإنترنت ؟! أمي والإنترنت؟! ) ويؤثر ..... الإنترنت ! وماذا عن صبره ؟ وتحمله للقاصي والداني ؟ وبذله الندى في سبيل أحبابه ؟ ذاك عهد مضى فالآن ... إذا وجد المتحدث بطيئا بدأ يحدثه ! ( ريفرش ) بتأفأفات وتبرمات ، وعلامات الملل الظاهرات ... وهات من الآخر وقتي ضيق ! وما حصله من العلم في عصر ما قبل الإنترنت ... سخره الآن .. في الجدل ، مع أن العلم يهتف بالعمل لا بالجدل ! صار بطلا مفحما كبيرا ! خانه الطرف الجموح وتراكمت الذنوب الصغيرة حتى أصبحت ذنبا كبيرا وتكرر الذنب الكبير وعلا الران قلبه .. ولم يعد يحس بألمه هجر الكتاب وترك القيام فترت همته .. وضعفت عزيمته أما عن الحب في الله وسلامة الصدر وحفظ اللسان وتجنب الوقوع في المسلمين فليبكِ من أراد البكاء اليوم يحقد على فلان .. ويحسد علان وبينه وبين هذا من الخصومات ما تخر له الجبال وتقلصت الحياة والطموحات والجهود في دائرة صغيرة .. لا تسمن ولا تغني من جوع كان حريصا على كل دقيقة .. في عصر ما قبل الإنترنت أما الآن .. تمضي الساعات وكأنها لا تعنيه ! فقده أهل بيته إشتاق إليه أولاده ! أين أبانا ؟ نريده !!!!! نريد أن يجلس معنا يعلمنا ويداعبنا يربينا فنحن الأمانة ! أين الأوقات الجميلة ؟ في ظلال القرآن .. ورياض السنة ؟؟ أيحب الإنترنت أكثر منا ؟ أم أنه عنه سيسأل يوم القيامة .. لاعنا ؟؟! بكى عليه الجميع ، وافتقدوه حتى مصلاه .. وكتبته كلها تقول : كنا نحبه وأصبح صاحبنا فلان ... منظر ! ليس له من التزامه إلا الكلام .. الذي فقد بهجته ووقعه في النفوس تراكمت الذنوب واشتدت الغفلة وقست القلوب وابتعد عن مصدر الهدى وأقبل على الإنترنت فرط في الصلاة وهجر القرآن وغفل عن الذكر وترك الدعوة وأغلق الكتب وفتح الإنترنت ليت شعري ما دهاه ؟ كان فينا غيمة تروي الحياة إنا لله وإنا إليه راجعون يا ترى يا فلان .. هل ستعود يوما هل سترجع ... أم ننفض أيدينا منك ؟ لو أن لي بك قوة ! لو أني أخلص إلى الذي غير أحوالك فأمسك هراوة كبيرة ! وأنقض عليه ضربا باليمين .. الإنترنت نعمة فاشكر الله يزدك من فضله ولا تغفل عنه فلا يبالي في أي واد هلكت وأتبع السيئة الحسنة تمحها واتخذ الشيطان عدوا فإنه متربص بك واحفظ قلبك .. ولحظك .. ولسانك .. وقلوب إخوانك واحفظ وقـــــــــــتـــــــــــــــك ردك الله سالما فقد اشتقنا إلى فلان الذي يملأ الدنيا بهجة .. بنوره وتقواه
• إننا لا نتكلم عن الفئات الراشدة التي تستخدم الإنترنت في مصالحها الشخصية المباحة، أو في مصالح أمتها، أو في مجالات الخير المتعددة، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الإسلام والرد على أعدائه، ونشر العلم النافع والأخلاق الحسنة، فهؤلاء استفادوا من تلك الشبكة العنكبوتية ووظفوها فيما ينبغي من المصالح والأمور النافعة.
• إننا نتكلم عن ملايين الشباب والمراهقين، الذين فتنوا بالإنترنت وولعوا بها ولعاً شديداً، حتى صرفتهم عن معالي الأمور، ووجهتهم إلى الفساد والشرور المتنوعة. ما الذي يستفيده هؤلاء من الإنترنت؟ هل يستفيدون منها في الدعوة إلى الله؟ هل يستفيدون منها في معرفة مخططات أعداء الإسلام ومؤامراتهم الدنيئة لضرب الإسلام والمسلمين؟ هل يستفيدون منها في معرفة العلوم الشرعية النافعة عن طريق المواقع الإسلامية؟ هل يستفيدون منها في معرفة العلوم الكونية والتكنولوجية والأخذ بأسباب التقدم والرقي؟ هل يستفيدون منها في البحوث الجامعية المعتمدة على الإحصائيات والدراسات المتخصصة ؟ هل يستفيدون منها في إعادة أمجاد الأمة ونشر ما ضيها التليد، والرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام؟ • إن مجالات الاستفادة من الإنترنت كثيرة، غير أن معظم الشباب لا يهتمون بتلك القضايا، ولا تعنيهم تلك الأمور. • إنهم يستخدمون الإنترنت في مشاهدة الصور العارية، والمشاهد الفاضحة، والبحث عن المواقع الإباحية، التي تجعل الشاب أسيراً لغريزته البهيمية، ضعيفاً أمام شهوته الحيوانية، فتحرمه من أي عمل نافع مثمر، وتحصره في دائرة ضيقة، هي دائرة الغرائز والشهوات، حتى تقضي عليه كلياً. • وقد يستخدم هؤلاء الإنترنت في إقامة العلاقات المشبوهة عبر مواقع المحادثة أو ما يسمى بغرف الدردشة. وهكذا تضيع الأوقات النفيسة التي كان يمكن استغلالها في طلب المعالي، بين مشاهدة صورة عارية، أو إقامة علاقة قذرة بين شاب وفتاة ضائعين!! إن للصور الخليعة ـ كما يقول الدكتور سليمان الخضري ـ مخاطر نفسية وصحية على المراهيقين والشباب، لأن تلك الصور تنطبع في ذهن المراهق وذاكرته حتى يألفها، وتصبح لديه شيئاً عادياً. والخطورة تظهر عندما يتذكر هذا المراهق تلك الصور والمشاهد التي طالعها عبر الإنترنت، ويريد أن يشبع رغبته الجنسية بأي صورة، فلا يجد أمامه إلا سبيل الانحرف، فيسقط عن طريق الممارسة الخاطئة، أو ممارسة العادة السرية، التي يؤدي إدمانها إلى تدميره صحيًّا ونفسيًّا. وقد يصاب عن طريق الممارسات الخاطئة بالأمراض الجنسية الخطيرة. إن الإحصائيات والتحليلات تؤكد ما يلي: 1 ـ أن 80% من مرتادي مقاهي الإنترنت لم يتزوجوا بعد. 2 ـ أن 70% من هؤلاء يأتون للتسلية المحرمة والاتصال بالمواقع الإباحية. 3 ـ أن 55% من رواد مقاهي الإنترنت لا يعلم أهلوهم عنهم شيئاً. 4 ـ أن كثيراً من هؤلاء يتبادلون عناوين المواقع الإباحية حتى في مدارسهم، وهذا يشكل خطراً كبيراً على العملية التعلمية. 5 ـ أن أغلب مدمني الإنترنت من الشباب قد أثر ذلك في مستواهم الدراسي، فرجعوا القهقري بعد أن كان بعضهم من المتقدمين دراسياً. 6 ـ أن إدمان الإنترنت يؤدي إلى حدوث صراع نفسي داخلي بين ما ترسخ في وجدان المدمن من قيم تربى عليها، وبين هذه القيم الجديدة التي يتلقاها عبر الإنترنت. 7 ـ كما يعمل إدمان الإنترنت على تفكيك الروابط الأسرية، ودفع العديد من الأفراد إلى الاستغناء عن الطريق الطبيعي لتكوين الأسرة من خلال الزواج والإنجاب اكتفاء بما يشاهد وما يمكن أن يمارس من محرمات تعوضه ـ فيما يرى ـ عن الزواج الذي يتطلب منه مبالغ كبيرة. 8 ـ أن رخص أسعار أجهزة الكمبيوتر والاشتراك في شبكة الإنترنت أدى إلى جذب عدد كبير من الشباب وانضمامهم إلى عالم الإنترنت. 9 ـ هناك 400 ألف موقع لبث الدعارة والجنس من خلال تلك الشبكة. 10ـ كذلك فإن ضعف الرقابة على الإنترنت أدى إلى وقوع كثير من أبنا الأسر المحافظة في براثنها. • فيا أخي الحبيب! • أيليق بالمسلم أن يأخذ من كل شيء أسوأ ما فيه؟ • أيليق بالشاب الفطن الذي يتعين عليه خدمة نفسه ودينه وأمته أن يكتفي من هذه التقنية الرهيبة بصورة عارية ومشهد فاضح يثير به غريزته، بينما يستغل غيره من الشباب غير المسلمين تلك الشبكة في البحوث العلمية والعلوم الكونية والاكتشفات الحديثة للوصول إلى مركز الصدارة والريادة لهذا الكوكب؟ • ما بالك أيها الشاب قد نسيت الهدف الذي أوجدك الله لأجله في هذه الحياة، وسرت وراء أوهام وخيالات لا حقيقة لها ولا فائدة من روائها؟ • أيليق بالشاب المسلم أن يستخدم نعم الله عز وجل في معصيته ومحاربته؟ • أين أنت من قوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الاسراء:36] . • أين أنت من قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30] . • أين أنت من قوله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثـية: • فاتق الله يا أخي، وتوقف عن معصية ربك، ولا يغرك شبابك وصحتك، وكن طبيب نفسك، وداوِ قلبك بعبادة ربك وذكره وشكره وتلاوة كتابه، ولا تبع جنة عرضها السموات والأرض بشهوة ساعة، وعليك بالبعد عن الفتن، والفرار منها فرارك من الأسد، فإن السلامة لا يعدلها شيء، والسعيد من وعظ بغيره، ثم أسأل ربك التوفيق والإعانة على سلوك سبيل التقوى والاستقامة، فالله الموفق وهو نعم المولى ونعم النصير. طريق الإسلام
ممارسة الدعوة إلى الله من خلال التقنيات الحديثة والانترنت خاصة لا تحتاج لشهادات أو دورات معقدة، فلقد تعلم الكثيرون من أصحاب الشهادات الشرعية الكثير من وسائل وأساليب استغلال هذه الشبكة في الدعوة إلى الله في أيام قليلة، واهتدى على أيديهم خلق كثير لا يعلمهم إلا الله، فخصوصية التعامل مع الشبكة في أناس متخصصين قد اضمحلت، لما تتمتع به هذه الشبكة من المرونة في التعامل معها لدى جميع شرائح المثقفين